في قلب منطقة عسير، بين جبالها الشاهقة وسهولها الخضراء، تعمل أمانة منطقة عسير على صياغة قصة نجاح وطنية تعكس رؤية المملكة 2030. بجهود دؤوبة ومشاريع مبتكرة، حيث أظهرت كيف يمكن أن تمتزج العراقة بالطموح لتطوير بيئة مستدامة، وتعزيز جودة الحياة، وإحياء الهوية الوطنية. من خلال هذا الحوار، نوجه أسئلتنا إلى معالي أمين منطقة عسير، م. عبدالله الجالي، لتسليط الضوء على الإنجازات البارزة، واستعراض مسيرة الأمانة نحو التميز. • كيف تسهم أمانة منطقة عسير في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي؟ تراث عسير هو جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية، ونحن في أمانة منطقة عسير نلتزم بحمايته وتعزيزه. كما ركزنا على القرى التراثية في عسير لأنها تعد كنزًا سياحيًا يعكس تاريخ الأجداد، حيث تضم المنطقة نحو ٤ آلاف قرية. تعمل أمانة عسير على تطويرها من خلال تحسين البنية التحتية والمرافق. ولضمان تطوير مستدام، يجري التعاون مع الجهات المعنية والمستثمرين لوضع نموذج عمل يتناسب مع الإمكانات المتاحة. • معاليكم، كيف انعكست هذه الجهود على تحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للسكان؟ تمتلك المملكة عامةً، وعسير خاصةً، مقومات اقتصادية وفرصًا واعدة تستوجب استثمارها لتحقيق تطلعات رؤية 2030. في أمانة عسير، نركز على تحريك عجلة الاقتصاد عبر تطوير البنية التحتية، تحسين الخدمات، وجذب الاستثمارات. كما أطلقت الأمانة بين عامي 2023 و2024 نحو 831 مشروعًا تنمويًا، أبرزها مبادرة (بهجة) لإنشاء أكثر من 500 حديقة في أنحاء المنطقة لتوفير مساحات ترفيهية مستدامة. كما عززنا الاقتصاد المحلي بتوفير 114 فرصة استثمارية، مما أسهم في خلق بيئة متكاملة للعيش والعمل والسياحة، مع الحرص على ترتيب الأولويات ورفع كفاءة الإنفاق لتحقيق مستقبل مزدهر. • ما هي أبرز مشاريع المشهد الحضري التي تنفذها الأمانة والبلديات التابعة لها حاليًا؟ في إطار جهود أمانة منطقة عسير لتطوير المشهد الحضري، تعمل الأمانة على تنفيذ مشاريع نوعية تركز على تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية المستدامة. نعمل على تخطيط وتحسين المشهد الحضري المستند إلى استغلال المميزات الطبيعية والتراثية لمنطقة عسير، كما أننا نضع التحول الرقمي في مقدمة أولوياتنا لضمان تطوير خدمات حديثة وفعالة تخدم المجتمع بكافة أطيافه. ومن أبرز مشاريع التطور الحضري التي تنفذها أمانة منطقة عسير حاليًا بناء جسر طريق “مرحبًا ألف”، الذي يهدف إلى تحسين انسيابية الحركة المرورية ودعم التنمية السياحية والاقتصادية. ويتمثل دورنا في المشروع في الإشراف المباشر على تنفيذه وفق أعلى المعايير الهندسية وضمان اكتماله بكفاءة واستدامة. • معالي الأمين، الكوارث الطبيعية مثل السيول تمثل تحديات كبيرة. كيف تعاملتم مع هذه التحديات؟ ركزنا في أمانة منطقة عسير على وضع خطط طوارئ محكمة واستراتيجيات استباقية تقلل من الأضرار وترفع كفاءة الاستجابة. كما عقدنا المخطط الاستراتيجي الشامل لدرء أخطار السيول لأمانة منطقة عسير والبلديات التابعة لها وبحضور الجهات المعنية في المنطقة. • تبنيكم نهج الإيجابية في عمل الأمانة كان ملحوظًا. كيف تجسدون هذا النهج؟ نؤمن في أمانة منطقة عسير بأن التحديات هي فرص حقيقية للنمو والابتكار. وقد أطلقنا مبادرات مجتمعية مبتكرة عززت الإيجابية وروح التعاون، حيث أسهمت في تحفيز السكان للمشاركة الفاعلة في تطوير منطقتهم. فتحنا مسارات تطوعية مميزة مكّنت الأفراد من ترك بصمة حقيقية في مشاريع تنموية متنوعة، مما عزز الثقة والتكامل بين الأمانة والمجتمع. ونفخر بأن عسير تعد نموذجًا وطنيًا في العمل التطوعي، بفضل مبادرات مثل زراعة الأشجار، نظافة المنتزهات والشواطئ، معالجة التشوه البصري، والإسكان الخيري، حيث جسّد السكان طاقة إيجابية قوية تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورؤية مستقبلية مشرقة. • مشاركتكم في معرض “سيتي سكيب” العالمي كانت لافتة. ما أهم النتائج التي حققتموها؟ مشاركتنا في معرض (سيتي سكيب) العالمي كانت محطة مهمة لتسليط الضوء على جهود أمانة منطقة عسير في تطوير البنية التحتية والسياحة. أبرزها تنفيذ 550 مشروعًا لتطوير شبكة الطرق بدعم من معالي وزير الشؤون البلدية والإسكان، واستهداف 150 مليون سائح ضمن رؤية 2030، منها 10 ملايين لمنطقة عسير. و ناقشنا دور السياحة في دعم الإقتصاد الوطني بنسبة 10%، وأهمية تحديث المدن القديمة وتطوير البنية التحتية. كما استعرضنا النمو في منح التراخيص، من 22 ترخيصًا في 2022 إلى 62 في 2023، مما يعكس تسارع عجلة التنمية الإقتصادية. ويمكننا القول بأن هذه الجهود تعزز رؤية عسير كوجهة سياحية وتنموية متميزة. • ختامًا، معالي الأمين، ما هي خطط الأمانة لمستقبل منطقة عسير؟ تتمثل خطط الأمانة المستقبلية في مواصلة تحسين جودة الحياة وتعزيز المشهد الحضري على المدى الطويل. رؤيتنا تركز على جعل منطقة عسير نموذجًا وطنيًا في التنمية المتوازنة والمستدامة، مع التأكيد على دور الأمانة كعنصر أساسي في تحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030. كما تعمل مدن عسير على التحسن التدريجي لتصبح أكثر جمالًا وجاذبية للعيش والاستثمار والسياحة. هذا الحوار مع معالي أمين منطقة عسير ليس مجرد استعراض لإنجازات أمانة منطقة عسير، بل هو قصة نجاح وطنية تُلهم الأجيال القادمة. بين جبال عسير الشامخة، تقود الأمانة مسيرة من التميز والإبتكار، لتثبت أن الطموح والعمل الدؤوب قادران على تحقيق المعجزات. معاليكم، ما هي أبرز التقنيات المبتكرة التي تم تبنيها لتحسين كفاءة العمل البلدي في ظل توجهات التحول الرقمي؟ في أمانة منطقة عسير، أعتمدنا التقنيات الرقمية لتعزيز كفاءة العمل البلدي، مستفيدين من تقدم المملكة في التحول الرقمي الذي مكننا من أتمتة 90% من الخدمات البلدية عبر منصات مثل بلدي وفرص وممتثل. هذا التحول ساهم في تحسين جودة الخدمات، تسريع الإجراءات، وتعزيز الرقابة، مما يعكس مكانة المملكة المتقدمة إدارة العمل البلدي ضمن توجهات الحكومة الرقمية. معالي أمين منطقة عسير م. عبدالله الجالي
